بحث :جرائم الإنترنت - الجزء الأول- - فضاء الخوارزمي

أخر الأخبار

الثلاثاء، 27 ديسمبر 2016

بحث :جرائم الإنترنت - الجزء الأول-

بحث :جرائم الإنترنت
- الجزء الأول-

المقـــــــدمــــــة:

لقد عرف القرن العشرين تطورا مذهلا في مجال الاتصال و شكلت الشبكة المعلوماتية الدولية﴿الانترنت﴾ اعجوبة القرن التى امتدت عبر كامل انحاء المعمورة و ربطت بين شعوبها ، فاصبحت وسيلة التعامل اليومي بين افــــراد مختلف الطبقات و المجتمعات .

و امام اختلاف الذهنيات و المستويات العلمية لمستعملي شبــــــكة الانترنت ظهرت ممـــارسات غيـــر مشروعة ، فاصبحت هذه الشبكة اداة ارتكابها او محلا لها حسب الحالة ، مما ادى الى ظهور طائفة جديدة من الجرائم العابرة للحدود ،مختلفة عن باقي الجرائم التقليدية ، وقد سميت بالجرائم المعلوماتية او الالكترونية او جرائم الانترنت .....

تدخل هذه الجرائم في نطاق دراسات القانون الجنائي الوطني ،و التى تقع في صميــــــم القسم الخاص لقانـــــون العقوبات ،و باعتبارها افعال تتخطى حدود الدولة فتعد ايضا من اهتمامات القانون الجنائى الدولي ، كما تدخل في عداد الجريمة المنظمة التي تقوم على اساس تنظيم هيكلي و تدرجي له الاستمرارية لتحقيق مكاسب طائلــــــــــة وتكمن اهمية دراسة هذا الموضوع لما يكتسبه من جدة و غموض ،امام انتشار ظاهرة الجريمة المعلوماتية او جرائم الانترنت ، مقابل الفراغ القانونى خاصة في التشريع الوطني بالموزاة لما تعرفه مقاهي الانترنت من اقبال واسع و ادمان شبابنا على شاشات الكمبيوتر ،و ربط اغلب بيوتنا و اداراتنا بالشبكة المعلوماتية ، مما يدفعنا للبحث عن الاسلوب الامثل للتعامل مع هذه الظاهرة بسبب ما خلفته من حيرة لدى رجال القانون لعدم امكانية تطبيق النصوص القانونية السارية لعدم تناسبها مع طبيعة الجريمة المعلوماتية ، التي تغزو مجتمعنا بمختلف فئاته ، رغم ان ملفات المتابعة القضائية لها تعد شبه معدومة ،مما يتطلب سن نصوص تشريعية لمكافحة هذه الجريمة التي خرقت كل المبادئ و الاسس القانونية،و كما تكمن اهميته في اتساع مجاله و كلما تناولنا فكرة منه بقي الكثير منه يحتاج لتوضيح لانه موضوع جديد من جهة ويحتاج لايجاد اجراءات جديدة لمتابعته من جهة اخرى .

ومن اجل ذلك يجب الوقوف عند هذه الظاهرة الجديدة لتفكيك معانيها و اعطائها تعريفا دقيقا ، و هنا تكمن صعوبة هذا الموضوع ،فيحتاج بذلك لتوضيح سبل ارتكاب جرائم الانترنت لتحديد انواعها و طرق قمعها ، امام النقص الرهيب في المعلومات المتعلقة بالموضوع خاصة عند رجال القانون و طلبته وهي صعوبة اخرى، تنبثق منهاو سابقتها مجموعة المشكلات القانونية التي يطرحها الموضوع و هي: ماهي جرائم الانترنت؟ وهل هي بحاجة لوجود قانون خاص بها؟ ،و ما هي سبل مكافحتها؟، و مالصعوبات التى قد تعرقل اجراءات متابعتها؟الامر الذي يتطلب بحث واسع و عميق.


بما ان دراستى للموضوع مقيدة بعدد محدد من الصفحات فتناوله سيكون بشكل ضيق مع محاولة الالمام باكبر قدر من المعلومات ، لتقريب الفكرةلذهن كل من يقرا هذه المذكرة و ازالة اللبس بالاجابة عن الاشكـــــــــــالات المطروحة ، من خلال التطرق في مبحث تمهيدي للتعريف بالانترنت و اعطاء لمحة حول استعمالاته و ما يميزه من سلبيات ،لاتناول في مبحث اول ماهية جرائم الانترنت بتعريفها و بيان اركانها وتحديد انواعها، ثم احاول في مبحث ثاني اظهار سبل مكافحتها بالتطرق للقانون الوطني و الاتفاقيات الدولية في هذا المجال ، مع ابراز الاجراءات الكفيلة بقمعها ،و بذلك فالخطة المعتمدة لتناول الموضوع ستتضمن مبحثين اساسيين يقسم كل واحد الى مطلبين بالاضافة الى مبحث تمهيدي استهل به دراستي،و بذلك تكون الخطة المقترحة كالتـــــــــــــــــــــالي:


الخـــــــــــــــــطـــــــــــــة
المبحث التمهيدي: مـفــهــــــــــــــوم الانـــــــتـرنـــت

المبحـــث الاول : مـاهــــيــــــــة جرائــــم الانـــترنت


المطلب الأول: مـفـهـــوم جــرائـــم الانــــتــرنـــت

المطلب الثاني: أنــــواع جــــرائــــم الانــتـــرنـــت


المبحــث الثاني : مكافحـة ـ قمـع ـ جـرائـم الانـترنــت


المطلب الأول :القوانين المعاقبة على جرائم الانترنت

المطلب الثاني :إجراءات متابعة مجــرمــي الانـترنـت

الخــــــاتمـــــة :


المبحـــث التمهيـــــدي
مفهــوم الانترنــت

أولا:تعريف الانترنت
يعرف الحاسب الآلي " الكمبيوتر " بأنه : "مجموعة من الأجهزة التي تعمل متكاملة مع بعضها البعض بهدف تشغيل مجموعة من البيانات الداخلة طبقا لبرنامج تم وضعه مسبقا للحصول على نتائج معينة" ، كما يعرفه البعض بأنه : جهاز الكتروني يستطيع ترجمة أوامر مكتوبة بتسلسل منطقي لتنفيذ عمليات إدخال بيانات او إخراج معلومات أو اجراء عمليات حسابية او منطقية ، و هو يقوم بالكتابة على أجهزة الاخراج او التخزين ،اين يتم ادخال المعلومات بواسطة مشغل الحاسب،و يمكن اعتبار الكمبيوتر "الة حاسبة الكترونية تستقبل البيانات ثم تقوم عن طريق الاستعانة ببرنامج معين بعملية تشغيل هذه البيانات للوصول الى النتائج المطلوبة"

وتعرف الانترنت بانها : "شبكة كمبيوتر عملاقة " و اسم انترنت Internet مشتق من اللغة الانجليزية :interconnections net work ،أي شبكة التشبيك وتعني الشبكة التي تربط مجموعة من اجهزة الكمبيوتر ،المتصلة ببعضها البعض و تستطيع تبادل المعلومات فيما بينها ، و قد استخدم هذا المصطلح اول مرة عام 1982من قبل bobkaha و vintcert ،ليعلن عن استخدامه كوسيلة اساسية للاتصالات عام 1988،و يقصد بالانترنت لغويا: ترابط الشبكات،حيث تتكون من عدد كبير من شبكات الحاسب المترابطة فيما بينها و المتواجدة بمختلف انحاء العالم والتي يحكم تحادثها أي اتصالها برتكول موحد يسمى بروتكول تراسل الانترنت .

بدأ العمل بالانترنت بتاريخ 02/01/1969عندما كونت وزارة الدفاع الامريكية فريق من العلماء للقيام ببحث موضوعه ربط الحاسبات بشبكة واحدة، و بصفة اساسـية لتجزئة الرسالة message المراد ارسالها الى موقــــع معين في الشبكة ،بحيث ينقل كل جزء من الرسالة بسلك طريق مختـــلف عن الاخر و عند وصــول كل الاجـــزاء تتجمع ثانية لتشكل الرسالة كما كانت مرسلة ،و لهذا البحث اهمية بالنسبة لوزارة الدفاع الامريكية لاستعماله في اطار الحرب الباردة ضد الاتحاد السوفياتي ، وقد سمي بالاربانت ـ arpanatـ ،و بعــــد سلسلة من الابـــــــــحاث والتجارب توصـــلت وكالة الدفاع الامريكيــــة لايجــــاد برتكـــــول النقل و السيطرة TRANSMISSION CONTROL PROTCOL او برتكول الانترنت "IP" INTERNET PROTOCOL يهدف لربط شبكات الحاسوب بالشبكة العالمية، و بالتالي التخلي على الاربانت ليحل محلها الانترنت بداية من 1989بقرار من الحكومة الامريكية بوضع برتكول نظام الربط المفتوح﴿IOS﴾،من اجل عولمة المعلومات وتمكين أي فرد في كل بقاع العالم من الاستفادة منها في اطار تجاري بناءا على برتكولات الاتصال فتحول المشروع من عسكري الى الاستعمال السلمي.
و تدريجيا توسعت الشبكة التي انطلقت في 1969 باربعة اجهزة حاسوب خادمة ، ليصل عددها الى عشرين مليون حاسب عبر العالم سنــة1999 و طبقا لاستطلاع للراي قامت به شبـــــكة NUA الامريكيــــة قدر عدد مستخدمي الشبكة عام 1988 بحوالي مائة و اربعة و ثلاثين مليون مستخدم عبر العالم تصدرت فيــــــها كل من الولايات المتحدة الامريكية و كندا على ان يصل العدد الىمئتان و خمسة و اربعون مليون مستخدم عـــام 2005 حسب ذات المصدر ، و بينت احصائيات ان مستخدمي الانترنت قد تزايد عددهم من ستة عشر مليـــون﴿0.4%﴾ من سكان العالم عام 1995الى الف و مئتان و خمسة واربعون مليون مستخدم ﴿18.9%﴾من سكان العالم،في حين بلغ عدد المستخدمين في المغرب و مصر حوالي ستة مليون مستخدم ، في السودان ثلاثة ملايين و خمسمئةالف، وفي كل من الجزيرة العربية و الجزائر قارب العدد مليونين و اربعمئة و خمسون مستخدم من عام 2006 الى 2007 .

وقد دخل الانترنت الى الجزائر بصـــفة رسمية عن طريـــق مركز الابحاث سيرست التابـــع للدولة و بعد حوالي
خمس سنوات صدر مرسوم وزاري رقم265ـ98 سمح بموجبه لشركات خاصة بتقديم خدمات الانترنت بشرط حمل الجنسية الجزائرية و تقديم الطلب مباشرة لوزير الاتصـــــــال،ثم صدر سنة 2000 قانون رقم 03ـ00 انهى احتكار الدولة لتقديم خدمات الانترنت و السماح للمؤسسات الاجنبية بالخوض في هذا المجال اين بلغ عدد المؤسسات الخاصة بين اجنبية و الوطنية ثمانية عشرة مؤسسة،ووفق تصريحات وزير الاتصال الجزائري لسنة 2005 بلغ عدد مشتركي شبكة الانترنت اكثر من واحد فاصل تسعة مليون مشترك جزائري و حوالي خمسة الاف مقهى انترنت عبر كامل التراب الوطني ، وقد بلغ عدد المستخدمين العرب واحد ونصف(1.5) %من مستخدمي العالم،يمثل مستخدمي مصر و السعودية نصف هذا العدد،ثم تليهم الامارات .

و ليس هناك اليوم دولة ليست مربوطة بالشبكة العالمية و تقريبا لايخلوا منزل او على الاقل حي لايوجد به شبكة الانترنت ،و تبقى الولايات المتحدة الامريكية هي مركز مختلف الشبكات لامتلاكها عشرة من اصل ثلاثة عشرة خادم جذري على مستوى العالم،في حين يملك السويد واحد و يوجد اخر باليابان.

و مازالت عمليات تطوير شبكة الانترنت متواصلة، فقد وضع مشروع للتقدم بالشبكة اطلق عليه اسم انترنت ـ2ـ او الجيل الثاني من الانترنت،و قد جاء في كلمة للرئيس الامريكى السابق﴿بيل كلنتن﴾انه: "لابد من ان نبنى الجيل الثاني من شبكة الانترنت لتتاح الفرصة لجامعاتنا الرائدة و مختبراتنا القومية للتواصل بسرعة تزيد عن الف مرة عن سرعات اليوم و ذلك لتطوير كل من العلاجات الطبية الحديثة و مصادر الطاقة الجديدة و اساليب العمل الجماعي" .

ثانيا: استخدامات الانترنت

وانطلاقا من كون الانترنت عبارة عن شبكة كبيرة ،تربط بين شبكات مفردة متواجدة عبر مختلف دول العالم للملايين من اجهزة الكمبيوتر،التي يمكنها الاتصال بنفس المواقع في اللحظة ذاتها و بسرعة فائقة ووضوح تام،الامر الذى اصبح في متناول الجميع و بتكلفة بسيطة لقاء كم هائل من المعلومات و الخدمات ،فيكفي ان يكون لديك مايلي لدخول شبكة الانترنت :
1.جهاز كمبيوتر
2.حهاز مودم
3.خط هاتفي
4.الاشتراك في الخدمة و الذى اصبح في اغلب الدول العربية مجاني وتكتفي بسداد فاتورة الهاتف
5.وجود برامج تصفح شبكة الانترنت ومن اشهرها:NETSCAPEk ;INTERNET EXPLORER
ويمكن الاستغناء عن الاتصال بالخط الهاتفي و جهاز المودم نظرا للتطور الحاصل في مجال الانترنت ،فيمكن الاشتراك في الشبكة بشكل لاسلكي، فيكفي الاشتراك في الشبكة و الحصول علىشريحة خاصة ،بمجرد ايصالها بجهاز الحاسوب يمكن التوغل في عالم الانترنت،كما ان بعض خطوط الهاتف النقال تقدم هذه الخدمة مجانا،اما من لم يسعفه الحظ في امتلاك أي وسيلة مماسبق ذكره فله اللجوء لمقاهي الانترنت ، التي تقدم خدماتها بمقابل يحدد حسب الوقت الذي يقضيه الزبون في استعمال الكمبيوتر بناءا على تسعيرة نظامية ، ولايخفى على أي واحد منا انه لا يوجد حى يخلو من هذه المقاهي و هي في متناول الجميع ، و قد انطلقت أول سلسلة في العالم من هذه المقاهي في عام 1995م في المملكة المتحدة، ثم انتشرت في كثير من الدول العربية منذ سنوات قليلة، وكان دافع أرباب المقاهي من وراء افتتاحها تحقيق هامش ربحي من خلال المزاوجة بين خدمتين، خدمة المقاهي التقليدية وخدمة الإيجار في شبكة الانترنت، في المقابل وجد فيها الشباب تسلية جديدة تختلف عن المقاهي التقليدية!!

ومقاهي الإنترنت بحد ذاتها ليست ظاهرة سيئة لو استغلت الاستغلال الأمثل، لكن الخطير في الأمر أن تصبح هذه المقاهي أوكاراً للاستخدام السيئ من قبل بعض الزبائن، وذلك من خلال الدردشة لأجل الدردشة فقط، والنفاذ إلى المواقع الجنسية بعيدا عن الرقابة الأسرية مما رتب احصائيات مرعبة.
وقد دلت الإحصائيات أن معظم مرتادي هذه المقاهي هم من الشباب، فقد أثبتت إحصائية وزعتها مجلة خليجية على عدد من مقاهي الإنترنت أن 80% من مرتادي هذه المقاهي أعمارهم أقل من 30 سنة، فيما قالت إحصائية أخرى أن 90% من رواد مقاهي الإنترنت في سن خطرة وحرجة جداً.
وهذه نتيجة خطيرة، اذا كان معظم مرتادي المقاهي من الشباب ومن فئة عمرية خطرة تحديدا، وأن معظمهم يرتاد هذه المقاهي للدردشة، فإن الظاهرة هنا تفوق العادي تستدعي إيجاد بدائل يمكن للشباب أن يقضوا أوقات فراغهم فيها، بدلا من إضاعة المال والوقت والأخلاق بما لا ينفع !!. لكن قد تشكل مكسب للمجتمع اذا كان اللجوء لهذه المقاهي بهدف كسب المعارف و التفتح على العالم من باب التكنولوجيا و الثقافة و البحث العلمى الفعال،فالانترنت سلاح ذو حدين فعلينا اختيار ما ينفعنا و ترك ما يضرنا .

أـ خدمات الانترنت :
يمكن ايجاز الخدمات التي يقدمها الانترنت فيما يلي :
•المعلومات الالكترونية : يطرح على شبكة الانترنت كم هائل من المعلومات،باشكال متنوعة( كتابة،صور، فيديو.......﴾
•البريد الالكترونى MAIL ـE : ارسال واستقبال الرسائل بسرعة فائقة
•القوائم البريدية : انشاء و تحديد قوائم العناوين البريدية الخاصة بمجموعة من الاشخاص
•المجموعة الاخبارية: تشبه خدمة القوائم البريدية الا انها تختلف في ان كل عضو او جهة يستطيع التحكم في نوع المقالات التي يريد استلامها
•الاستعلام الشخصي: تسهل الاستعلام عن العنوان البريدي لاي شخص او جهة تستخدم الانترنت و المسجلين لديها
•المحادثات الشخصية : تمكن من التحدث مع طرف اخر بالصوت والصورة والكتابة
•الدردشة الجماعية CHATING: تشبه الخدمة السابقة ويمكن لاي شخص الدخول للمحادثة و الاستماع اليها و المشاركة فيها دون ارادة الاخرين
•نقل او تحويل الملفات: تمكن من نقل الملفات من حاسب لاخر
•الارشيف الالكتروني : تمكن من البحث عن ملفات معينة قد تكون مفقودة في البرامج الخاصة بحاسوب المستخدم
•شبكة الاستعلامات الشاملة : متعددة الفوائد،نقل الملفات،المشاركة في القوائم البريدية حيث يفهرس القوائم الموجودة على الشبكة
•الاستعلامات الواسعة النطاق : تحـمل اسم حاسباتها الخادمة ، و هي اكثر دقة ، وفاعليـة من الانظمة الاخرى ،حيث تبحث داخل الوثائق و المستندات ذاتها عن الكلمات الدالة التى يحددها المستخدم ،ثم تقدم النتائج في شكل قائمة بالمواقع التي تحتوي المعلومات المطلوبة
•الدخول عن بعد : تسمح باستخدام برامج و تطبيقات من حاسب الى اخر
•الصفحة الاعلامية العالميةـ WEBـ : تجمع كافة الموارد التي تحتوىعليها الانترنت للبحث عن كل مافي الشبكات المختلفة و احضاره بالصوت و الصورة فهي نظام شامل
•كما يقدم الانترنت خدمات اخرى كالالعاب و التسلية ،الدراسة عن بعد ،البحث عن العمل عن بعد ،التسوق،ادارة الازمات،التطبيقات البنكية..........

ب ـ سلبيات الانترنت:
لقد وجدت الشبكة لتلقي المعلومات و تبادل المعارف و البيانات و جعل العالم قرية صغيرة ،الا ان بعض الفئات تستغل هذه الامكانية لارسال معلومات ممنوعة من اجل الربح المادى او لتحقيق اهداف شخصية ، في غياب رقابة جدية و جهة مسؤولة عن التصنيف و الرقابة عن الشبكة .
فقد انتشرت المواقع الاباحية على الشبكة ،ومواقع لعب القمار و نشر المعلومات الارهابية،و عرض الافكار المنافية للحكومات و تشويه سمعة الدولة،بالاضافة لانتهاك حقوق الملكية الفكرية و براءات الاختراع ،مما يظهر الوجه القبيح للانترنت.

و هناك امثلة حية لمثل هذه الممارسات ،نشاهدها يوميا على شاشات الكمبيوتر المربوطة بالشبكة،و ما تتضمنه من اساءة للمجتمعات الاسلامية ،و محادثات تتضمن مواضيع جنسية مع مستخدمي الشبكة خاصة الاطفال منهم ،و لقد تناول الكونجرس الامريكي خلال احدى جلساته موضوع علاقة الارهاب بالانترنت اين قام السيناتور 'روبرت كندي'، بطبع نسخ من كتاب عنوانه :"ارشادات للارهابيين " مبينا وجود هذه العلاقة ،ليبرز الدور السلبي للانترنت باعتباره سلاح ذو حدين ،تتعدى قوة كل حد منه الاخر.


و قدافادت نتائج دراسة جزائرية شملت نحو الف طفل فى مراحل الدراسة الابتدائية والمتوسطة ان 72 % من الاطفال يتجولون عبر مختلف مواقع الانترنت دون مراقبة ،وان 68 % يسمح لهم أولياؤهم بالتوجه الى مقاهى الانترنت بمفردهم بينما يحظى 33 % منهم بتوفر الانترنت بالمنزل .

ووفق الدراسة فقد توجه نحو 55 % من الاطفال المستجوبين الى مواقع الكترونية غير مناسبة ، غير انهم يدركون بشكل عام الخطر الذى يتهددهم بسبب التكنولوجيات الحديثة ، وتؤكد الدراسة ضرورة وضع إستراتيجية للتصدى للجرائم المعلوماتية وتقترح إنشاء هيئة مختصة بمكافحتها ومنع البرامج غير اللائقة فى أجهزة الكمبيوتر التى تكون فى متناول الاطفال خاصة داخل البيوت .

و في تقرير للهيئة الدولية لمراقبة المخدرات التابعة للامم المتحدة ادانت من خلاله ظاهرة ثقافة متسامحة مع المخدرات و نددت بالدور المشؤوم الذى تقوم به الشبكة في عرضها للمخدرات بشكل مقبول و مرغب، مؤكدة ان عدد كبير من الاشخاص اصبح بامكانهم الوصول الى معلومات حول المخدرات كما ان المجتمع الهولندي استعمل الانترنت لعرض المخدرات في السوق الدولية .

ولعل استعمال البريد الالكتروني بشكل سيء يعد من الوجوه القبيحة للانترنت من خلال ارسال رسائل عبر الشبكة غير اخلاقية كالتهديد ،الابتزاز،نشر الفيروسات بهدف تدمير و مسح البرامج و الملفات،و تعطيل الاجهزة و توقيفها.

يعتبر الانترنت كمهدد للامن الاجتماعي ،خاصة في المجتمعات المغلقة و الشرقية ،للان عرض بعض السلوكيات و القيم يسبب تفسخا و انهيار في النظام الاجتماعي للدول المستقبلة ، و كل استخدام لااخلاقي و لاقانوني للشبكة يصل لفئة الهواة و المراهقين مما يؤثر سلبا على نمو شخصياتهم و يوقعهم في ازمات نفسية و قيمية لا تتماشى مع النظام الاجتماعى السائد مثل التعامل مع المواضيع الجنسية و الاباحية ، المتعارضة مع قيم المجتمعات الاسلامية و المبادئ السامية .
ولم تامن الدول المتقدمة من خطر ما انتجته خاصة على صغار السن ، فقد بينت احصائيات ان الطالب كان يقضى1100 ساعة امام التلفزيون كل عام مقابل 900ساعة على مقاعد الدراسة ، وبعد ظهور الانترنت دخل في منافسة مع التلفزيون على 900ساعة الخاصة بالدراسة،ولم يبق للشباب ولو بضع ساعات في الاسبوع ليقضوها رفقة العائلة.

و ابرز ما ترتب على انتشار ثورة الاتصال و خاصة الانترنت هو ان كل فرد في العائلة صار له جوه الخاص به فتفرقت الخلية الواحدة و انعكس ذلك على الامة باكملها،كما ان الالعاب الالكترونية التي تعرض على الشبكة باتت تكتسب شعبية واسعة خاصة في دول شرق اسيا:الصين ,كوريا و تايوان فقد ظهر جيل من المدمنين على العاب الانترنت و الكمبيوتر، مثل الرجل الكوري البالغ ثمانية و عشرون سنة من العمر الذي توفى بسبب هبوط في القلب بعد ان اشترك في لعبة على الانترنت اسمها : 'ستار كرافت ' لمدة 50 ساعة لم يقم خلالها الا للذهاب الى دورة المياه،وقد بلغ قطاع هذه الالعاب في اسيا حوالي 1.1بليون دولار امريكى العام الماضي، و يتوقع ان يزيد هذه السنة بمعدل19% ،وقد سمحت سنغفورة لاحد مواطنيها بتاجيل خدمته العسكرية للمشاركة في احدى العاب الكمبيوتر،و على العكس فقد شنت الصين حملة ضد العاب الانترنت و منعت " تايبي" مقاهي الانترنت من الاقامة قرب المدارس، ليبقى عنصر الجذب الذي تعتمده الشبكة هو العامل الاساسي لتوغل الشباب في غياهب الانترنت.







تحميل البحث :

على drive.google



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق