اللغة العربية
الدرس اللغوي : درس نظام العلاقات بين العوامل
"الثانية بكالوريا"
المراجع : ـ في رحاب اللغة العربية . السنة الثانية من سلك البكالوريا – مسلك الآداب والعلوم الإنسانية .
الكفايات المستهدفة :
ـ تواصلية : القدرة على توظيف المعارف والمكونات اللغوية في سياقها التواصلي.
ـ منهجية : توظيف المعارف الثقافية في وضعيتي التلقي والإنتاج .
ـ ثقافية : التمكن من حمولة فكرية مستخلصة من الظاهرة المدروسة.
خطوات الدرس :
التمهيد: تقييم عام لمكونات النموذج العاملي .
مثال الانطلاق:
زعموا أن أرضاً من أراضي الفيلة أجذبت، وقل ماؤها، فأصاب الفيلة عطش شديد ، فأرسل الملك رسوله ورواده في طلب الماء. فرجع إليه بعض الرسل، فأخبره إني قد وجدت بمكان كذا عيناً يقال لها عين القمر. فتوجه ملك الفيلة إلى تلك العين ليشرب منها هو وفيلته، وكانت العين في أرض للأرانب، فوطئن الأرانب في أجحارهن، فأهلكن منهن كثيراً. فتقدمت أرنبٌ من الأرانب يقال لها فيروزن، وكان الملك يعرفها بحسن الرأي والأدب، فقالت: إن رأى الملك أن يبعثني إلى الفيلة. ثم إن الأرنب انطلقت في ليلة قمراء، ونادت ملك الفيلة وقالت له: إن القمر أرسلني إليك، فأنذرك ألا تعود إلى مثل ذلك، وإنك إن فعلت أُغشِّ بصرك، وأتلف نفسك، وإن كنت في شكٍّ من رسالتي، فهلم إلى العين من ساعتك؛ فإني موافيك بها،فانطلق إلى العين مع فيروز الرسول. فلما نظر إليها، رأى ضوء القمر فيها، فأدخل الفيل خرطومه في الماء، فتحرك فخيل للفيل أن القمر ارتعد. فقال: ما شأن القمر ارتعد؟ أتراه غضب من إدخالي الخرطوم في الماء؟ قالت فيروز الأرنب: نعم. فسجد الفيل للقمر ، وشرط ألا يعود إلى مثل ذلك هو ولا أحد من فيلته .
عبد الله بن المقفع ،كليلة ودمنة ،تحقيق مصطفى لطفي المفلوطي ـ دار الكتاب العربي بيروت لبنان 1984 ص 262 بتصرف
- ملاحظة المثال:
المثال عبارة عن قصة تبدأ بالوضعية الأولية وهي ما لحق الفيلة من جذب وعطش ،ثم سيرورة الحدث وتتتجلى في لجوء الفيلة إلى عين القمر وما خلفه ذلك من أذى للأرانب التي دبرت حيلة تخلصها من ضرر الفيلة ،وأخيرا الوضعية النهائية المتمثلة في عودة الإستقرار والأمان الى الأرانب .
وفي القصة نجد شخصيات عوامل تؤدي دورا أو مهمة فيها ،وبملاحظة كل عامل من هذه الشخصيات نجده يؤدي وظيفة داخل القصة: فالعامل المرسل هو ملك الأرانب الذي يدفع عامل الذات / البطل وهو الأرنب فيروز للقيام بمهمة التوسط لدى العامل المعاكس ملك الفيلة وبطشه الذي يحرم الأرانب من العامل المرسل اليه وهو تحقيق الأمن والإستقرار والحماية ،وكان العامل المساعد الذي يؤازر الذات في مهمتهاهو الذكاء والحيلة لابعاد الفيلة عن عين القمر ورد الخطر وهوالعامل الموضوع.
وبتمعن في هذه العوامل نجد أن هناك علاقات تجمع بينها كعلاقة التواصل التي تجمع بين المرسل والمرسل إليه بحكم أن ملك الأرانب (المرسل )يعتبر مسؤولا عن (المرسل إليه)الأمن والحماية،تقابلها علاقة صراع بين الحيلة( العامل المساعد) والبطش الذي يقوم به الفيلة (العامل المعاكس) ،وعلاقة رغبة بين الأرنب فيروز(عامل الذات) وابعاد الفيلة عن عين القمر(العامل الموضوع).
خلاصة:
الشخصيات السردية هي كل مشارك في الأحداث بما ينجزه من أعمال أو يؤديه من أدوار، وتسمى العامل، والعوامل في القصة تنتظم في أزواج ثلاثة ،وكل زوج منها يشكل محورا تؤطره احدى العلاقات الآتية:
ـ علاقة التواصل : وهي المحور الدلالي الذييجمع بين العامل المرسل والعامل المرسل إليه .
ـ علاقةالرغبة: وهي المحور الدلالي الذي يجمع بين العامل الذات والعامل الموضوع .
ـ علاقة الصراع : وهي المحور الدلالي الذي يجمع بين العامل المساعد والعامل المعاكس .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق